وما ذنب الذي لم يصله القرآن؟

يؤخذ من كتاب "حوار مع صديقي الملحد"
مجلة الأزهر
للدكتور مصطفى محمود

كتب هذا: محمد فخر الدين الرازي

وما ذنب الذي لم يصله القرآن؟

Google Doc

أولا، أن الله لا يحرم رحمته ووحيه وكلماته وآياته إلى جميع الناس.

{وإن من أمة إلا خلا فيها نذير} [فاطر: ٢٤]
{ولقد بعثنا في كل أمة رسولا} [النحل: ٣٦]

وكان الله يوحي إلى كل مخلوق حتى النحل.

{وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون} [النحل: ٦٨]

وقد يكون الوحي كتابا يلقيه جبريل، وقد يكون نورا يلقيه الله على قلبه، وقد يكون انشراحا في الصدر، وقد يكون حكمة، وقد يكون حقيقة وفهما وخشوعا ورهبة وتقوى. وما من أحد يرهفه الله قلبه وسمعه إلا ويلتقي الله فيه فضلا.

وإن نظرنا إلى تاريخ العالم، نشوف كون البشر بأن لهم إلها يسمونه اسما على اسمهم، مثل "موجابي" في قبيلة الماو ماو، ومثل "مبولي" في قبيلة نيام نيام، ومثل "جوك" في قبيلة الشيلوك، ومثل "نيالاك" في قبيلة الدنكا.

ألا ترى لماذا كان هذه الأسماء؟ ألا وهو من تاريخ البشر وتاريخ الرسل الذي أرسله الله إلى بشر لحمل رسالاته القدسية.

بل معلوم أن رحمة الله ووحيه تتفاوت بين الأزمان والأمصار. ولماذا تتفاوت رحمة الله؟ ذلك لأنه مع نزول المعجزات ونزول الآيات يأتي تشديد العذاب دائما مع أنهم يكفرون بالله.

{إني منزلها عليكم، فمن يكفر بعد منكم فإني أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العلمين} [المائدة: ١٥]

فطوبى لمن سمع وآمن ولو بدون أن يرى معجزة، والويل للذين شاهدوا ولم يؤمنوا. والقرآن في يدنا حجة ونذير، ويصبح نقمة لا رحمة يوم الحساب.

وأما عدم إقامة هذه الحجة للذين لم يصله عليه قد يكن إعفاء وتخفيفا ورحمة ومغفرة يوم الحساب، وقد يكن لفتة إلى السماء كافية عند الله لقبول الإيمان مخلصا.

{وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا} [الإسراء: ١٥]

#GerakanBacaBukuFBA
#BacaBuku1JamTiapMalam

Posting Komentar

Post a Comment (0)

Lebih baru Lebih lama